في زمن اللا معروف في زمن المادية واحتكار المشاعر والقلوب
في زمن نسى وتناسى الكل كلمة معروف
رأيت أناس يتخبطون في ظلمات النفس فيظلمون ويظلمون
يجهلون معنى حفظ الجميل فينسون معنى المعروف
يصفون أنفسهم بأنهم مسلمون وبرسولهم يقتدون
يرفعون شعارا صامتا بأنهم لسنة محمد يتبعون
وهم عن سنته أبعد مايكون
فهل نسى محمدا صلى الله عليه وسلم معروفا أسدى إليه ؟!!!!
والله إنه قط لم يحدث أن نسى رسولنا معروف فهو عليه الصلاة
والسلام كان ممن يحفظ المعروف ويرعاه ويثيب عليه سواء أكان
من أداه إليه مؤمن أو كافر !!!!!!
لم ينس عليه الصلاة والسلام معروف خديجة ولا جميل أبى بكر
رضى الله عنهما
لم ينس عليه الصلاة والسلام أنه كان يأتي خديجة رضى الله عنها
متعبا قد تغير لونه مما كان فيه من شدة فتفزعها هيئته فتدفق شفقة
عليه ورحمة وحنانا به وتمسح عنه وجهه ولاتزال به حتى يطعم ويشرب
ويضحك .
واسته صلى الله عليه وسلم بكل ماملكت من حب وحنان وقرابة فظل
يذكر جميلها هذا ويردده حتى ضاقت عائشة رضى الله عنها فقالت.....
قد أبدلك الله خيرا منها "
فقال عليه الصلاة والسلام "ما أبدلني الله خيرا منها وقد اّمنت بي إذ
كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس واّستني بمالهاإذ حرمني الناس
ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء"
من منا يذكر المعروف ويظل يذكر نفسه به كلما مر وقت عليه
من منا يقدر جميلا أسداه إليه أحدا
من منا مازال يردد أن رسول الله قدوته وأنه على خطى الحبيب يسير
رسولنا الكريم حافظ المعروف مقدر الجميل كان من أحب الرجال لقلبه
أبو بكر وحين شكاه عمر إلى النبي في أمر قال لهم
"إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه
وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟فما أوذى بعدها
حفظ النبي الكريم معروف أبا بكر لم ينساه ولم يتناساه كما يفعل البعض
ممن يدعي أنه لقدوة المصطفى يتبع .
المعروف عند نبي الله محفوظ وإن كان من كافر هذا أبو البحتري بن هاشم
اّلمه واّذاه ما أحدثت قريش من مقاطعة رسول الله وسعى حثيثا لنقضها
وضرب في ذلك أبا جهل فحفظ له رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
ذلك فلما كانت عزوة بدر قال عليه أفضل الصلاة والسلام "من لقى
البحتري بن هاشم فلا يقتله "
فلقيه أحد الصحابة فقال له إن رسول الله نهانا عن قتلك
صلى الله وسلم عليك يا رسول الله
والآن يا أخوات من منكن تحفظ المعروف كما حفظه رسول الله
من تملك تلك الصفات الرائعه في تقدير الجميل وحفظ المعروف
هل أصبحنا في زمن مادي لايعترف بالوفاء وتقدير صنيع الا ّخرون
هل طغت علينا أزمات الحياة فأخذتنا في مشاغلها وأصبح تقدير
المعروف مجرد ابتسامة باهته لاتلبث أن تمحوها مرارة الأيام
في دائرة حياتي الصغيرة لم أعد أجد من يعترف بجميل أسداه
إليه أحد لدرجة أن الكبر قد يأخذ أحدهم لينسب لنفسه كل الفضل
فيما يصنع مهدرا ومتغافلا عن معروف أو خدمة قدمت له من أحد
الأشخاص.....
تساؤلات كثيرة قد لا أجد لها إجابات شافيه لكنها بلا شك
واقع ملموس أصبحنا نحيا بين طياته وأصبح يتضخم ليصبح
في النهاية زمنا بلا معروف .....
تعليق